ادانت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء العاصمة مدمن مخدرات، بعقوبة السجن المؤبد، بعدما أزهق روح والده من خلال توجيه له ضربة قاتلة على مستوى الجمجمة بواسطة مفتاح ميكانيكي.
وتعود وقائع الجريمة عندما تلقت مصالح الامن بتاريخ 21 جويلية من سنة 2022 نداء من قاعة العمليات بخصوص العثور على الضحية (م.ج) جثة هامدة في مسكنه بحي محي الدين،
وعلى اثر تنقل عناصر الشرطة الى مسرح الجريمة، تم معاينة الجثة وهي ملقاة على ظهرها وسط بركة من الدماء بالإضافة إلى آثار الدماء على الجدران، وكان مصاب بجروح على مستوى الذقن واخرى على مستوى الجبهة مع تهشيم الجمجمة من الجهة الأمامية
وعلى إثر التحريات تبين ان الفاعل هو ابن الضحية (م.ن) والذي تم توقيفه في نفس اليوم على مستوى حي الزعاطشة وهو يركض حاملا وأداة الجريمة (مفتاح ميكانيكي) ملطخ بالدماء في يده وكيس بلاستيكي، ليتم توقيفه بعد ان ابدى مقاومة عنيفة، وبعد تفتيش الكيس تم العثور بداخله على ملابس بعضها ملطخ بالدماء ومجموعة من الادوية الى جانب هاتف نقال.
وخلال سماع شقيق الجاني صرح ان شقيقه يعاني من اضطرابات نفسية منذ سنة 2019 بسبب ادمانه على تعاطي المخدرات وانه يتابع علاجا نفسيا منذ ثلاث سنوات وان والده هو من كان يعتني به ويرافقه لتلقي العلاج ويحرص على تناوله الادوية في وقتها،
وأضاف ان شقيقه سبق له ان حاول الانتحار، برمي نفسه من الطابق الرابع من شرفة المنزل سنة 2019، وهو مسبوق قضائيا بسبب حمله لسلاح محظور.
وخلال سماع الجاني تضاربت تصريحاته وقال انه عاين بندقية صيد ودون إدراك ضغط على الزناد وانفلتت رصاصة وغيرها من التصريحات التي لا علاقة لها بالواقع.
في حين أكدت الخبرة المجراة على الجاني انه كان في كامل قواه العقلية يوم ارتكابه الجريمة ولم يكن يعاني من أي اضطرابات عقلية وان سبب اضطرابه النفسي هو تعاطي القنب الهندي والمهلوسات.
وخلال مثول المتهم امام محكمة الجنايات اعترف بالجرم المنسوب اليه وقال انه يعاني من مرض عقلي ويوم الوقائع “سمع اصوات ناس في رأسه يطلبون منه القتل والدم، اقتل… الدم”،
وأضاف انه بمجرد ان شاهد والده ودون أدنى تفكير وجه له الضربة.
وخلال سماع أفراد العائلة صرحوا ان الجاني يتعاطى المخدرات والمهلوسات منذ سنوات وان حالته ساءت في المدة الاخيرة خاصة قبل الجريمة بأسبوع وأنه يوم الوقائع كان في حالة سيئة جدا فطلب منهم الضحية مغادرة المسكن وتركه بمفرده مع ابنه كونه الوحيد الذي بإمكانه السيطرة على تصرفاته،
وأكدت الام انها لم تكن تعلم ان ابنها يتعاطى المخدرات والمهلوسات، في حين صرح الشقيقين انهما كانا على علم بتعاطيه للمخدرات، مؤكدين انه كان يتابع علاجا على مستوى عدة مراكز على غرار شراقة، مستشفى مصطفى باشا والبليدة.
من جهته ممثل النيابة وفي مرافعة مدوية هزت جدران القاعة رقم 3 بمجلس قضاء العاصمة، حمل مسؤولية الجريمة لأفراد العائلة على أساس انها كانت على علم ان الجاني مدمن على تعاطي المخدرات والمهلوسات ومع ذلك لم يعالجوه وتفاقمت الامور، ولم يبادروا لاحتوائه ما عدا الأب الذي كان يحرص
على ذلك ويحاول بمفرده تقديم يد العون، الا انه لم يتمكن من انتشاله من عالم المخدرات، وكانت نتيجة تخاذل العائلة ان اقترف الجاني جريمة في حق رب الاسرة الوحيد الذي كان يحاول مساعدته.
وأشار ممثل النيابة الا ان البحث الاجتماعي لم يكن في صالح المتهم كونه معروف بسلوكه السيء، حيث التمس في آخر مرافعته ادانة الجاني بعقوبة الاعدام.
رابط دائم: https://hyat.cz/yra7b