الجزائر، بلد استقلّ نهائيا وبشكل تام من الاستعمار الفرنسي في 5 جويلية 1962، لكن يبدو أن فرنسا لا تريد تقبّل هذه الحقيقة، وتريد إقناع نفسها، متوهمة، أنها لا زالت تستطيع وضع سيادتها فوق سيادة الجزائر.
هذه الدولة لم تفهم بعد، رغم محاولات متكررة باءت كلها بالفشل الذريع، أن الجزائر لن تكون، ولن تقبل أبدا أن تكون تحت وصاية أحد مهما كان، وأنها حرّة وسيدة في كل قراراتها ومواقفها..
ويجب على فرنسا وكل الذين يريدون إقناع أنفسهم أنهم قادرون على فرض أي قرار أو توجّه على الجزائر، أن محاولاتهم مصيرها الفشل، فلطالما كانت الجزائر دولة متمسكة بمبادئها وقراراتها في الشأن الداخلي أو الخارجي، وأنها تعي جيدا، وبشكل دقيق، كيف تتعامل من كل الظروف وكيف تواجه كل أنواع المشاكل، ولا تحتاج أي دروس من أي جهة، ومهما كانت هذه الجهة..
إن سياسة الجزائر واضحة وبسيطة، يمكن تلخيصها في بضع كلمات، التعاون، لا الاملاء، وهي مستعدة للتعاون مع الجميع وفق مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، حسب خطابات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مع الاحترام التام لسيادة الجزائر واستقلال قرارها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد..
ويجب على هذه الجهات أن تفهم أن كل هذه الضغوطات والتدخلات ومحاولات فرض الأجندات، سيقابلها الرفض الحازم حكومة وشعبا، وهذا ما أكده الرئيس تبون مرارا وتكرارا.
فالجزائر التي حاربت من أجل استقلالها وحريتها، ودفعت ثمنا باهضا مقابله، لن تسمح أبدا أن تكون الوصاية من أي جهة كانت، وهي دولة قادرة بقيادتها وشعبها ومبادئها أن تفرض على الجميع احترامها واحترام سيادتها وعظمة شعبها ..
رابط دائم: https://hyat.cz/4mizg