قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم اليوم الأربعاء أن “الحزب سيبقى في مسار الحرب ضمن التطورات المرسومة وسيخرج من هذه الحرب منتصرا”.
وأضاف نعيم قاسم في أول كلمة له بعد انتخابه على رأس قيادة حزب الله أن “المقاومة وجدت لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية ومن أجل تحرير الأرض”، وأن “القرارات الدولية ليست هي من أخرجت الكيان الصهيوني من أرضنا في السابق بل المقاومة بالتعاون مع الجيش والشعب”.
وأوضح قاسم: “نواجه مشروعا كبيرا في المنطقة وهي حرب لا تقتصر على لبنان وقطاع غزة بل هي حرب عالمية ضد المقاومة”.
وردا على من يعتبرون أن الكيان الصهيوني تعرض للاستفزاز من المقاومة، يقول الأمين العام لحزب الله: “وهل يحتاج الكيان إلى ذريعة ؟ .. هل نسينا 75 سنة من قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وسلب الأرض والمقدسات وارتكاب المجازر ؟”.
وتابع: “نتنياهو نفسه قال عند بدء عدوانه على لبنان إن ذلك هو من أجل الشرق الأوسط الجديد”، مضيفا أن “المقاومة قالت مرارا أنها لا تريد حربا كما أكد الأمين العام الراحل حسن نصر الله ولكننا جاهزون إذا فرضت علينا وسنواجهها بعزة”.
وأشار نعيم قاسم في هذا السياق إلى أن “صمود المقاومة الأسطوري في كل من قطاع غزة ولبنان يعتبر ملحمة العزة وهي التي ستصنع مستقبل أجيالنا”.
وردا على مزاعم الاحتلال الصهيوني بتدمير القدرة القتالية لحزب الله اللبناني، قال الأمين العام للحزب أن “قدرة المقاومة على نصب المنصات على الرغم من الغارات الجوية المتواصلة هي استثنائية وحزب الله يقاتل بشرف ميدانيا”.
وأضاف أن “الاحتلال يستخدم كل الوحشية والإبادة في هذا العدوان من أجل تمرير ما يسميه بمشروع الشرق الأوسط الجديد ويجب علينا المواجهة وعدم الاكتفاء بالتفرج”.
وتابع: “نحن في المقاومة نستهدف القواعد والعسكر أما هم فيستهدفون الإنسان والبشر والحجر ويريدون إيلامنا”.
وقال نعيم قاسم إن “هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية مجرد شعارات كاذبة وقد سقطت أمام الانحياز المتوحش”، وأن “الذين يراهنون على مرحلة ما بعد الحرب سيضطرون إلى لعن الولايات المتحدة وحلفائها لأنهم كذبوا عليهم”.
وفي جزء من الخطاب وجهه إلى السفيرة الأمريكية لدى لبنان، يقول قاسم: “لن تري لا أنت ولا من معك هزيمة المقاومة ولو حتى في الأحلام”.
ولم يخفي الأمين العام لحزب الله الضرر الذي لحق بالمقاومة جراء العدوان الصهيوني، وأكد في هذا الخصوص أن “استهداف نصر الله بعد تفجيرات البيجر كان مؤلما لكن الحزب استعاد وضعه”.
وأكد أن حزب الله ذو تاريخ جهادي حقيقي وكان يقوى عاما بعد عام ويكتسب المزيد من الخبرات وأن “الميدان يثبت ويؤكد تعافي الحزب من الهجمات التي تعرض لها باعتباره مؤسسة كبيرة ومتماسكة وذو إمكانات كبيرة”.
وفي إشارة إلى استعداد المقاومة لاستمرار المعركة، شدد نعيم قاسم على أن “الإمكانيات لدى حزب الله متوفرة وتتلائم مع حرب الميدان الطويلة”.
وأضاف: “نحن كما قال سيدنا -يقصد الشهيد حسن نصر الله- نتنظر الالتحام والمواجهات على الحافة الأمامية، والعدو خائف وهو يغير تصريحاته وأهدافه، ولن يتمكن من الرهان على الوقت لأن خسائره كبيرة وسيضطر إلى وقف العدوان”.
وتابع قاسم: “نحن مستمرون في التصدي للعدوان وإذا أراد العدو وقفه سنقبل، ولكن بالشروط التي نراها مناسبة، وأن أي حل يبقى بالتفاوض غير المباشر كما أن دعامة أي تفاوض هي وقف إطلاق النار أولا”.
وأعاد الأمين العام لحزب الله اللبناني أن “الاحتلال اعترف بعجزه أمام صواريخ الحزب والطائرات المسيرة وهي تضرب ضمن برنامج ميداني مدروس”.
ولن يتمكن العدو الصهيوني من جعل المقاومة القوية تتراجع وهي التي تمكنتى من إيصال مسيرة إلى غرفة نتنياهو، يقول نعيم قاسم.
وأضاف قاسم مهددا نتنياهو: “ربما نجا هذه المرة لأن أجله لم يحن بعد”، لكن العدو يتألم واستعدافنا لقائدة “بنيامينا” دليل على ذلك وكذلك استهدافات حيفا وعكا وغيرهما”.
أما بخصوص الدعم الإيراني، قال الأمين العام لحزب الله أن “إيران تدعم الحزب ولا تريد شيئا منه، ونحن نرحب بأي دولة عربية وإسلامية تريد دعمنا في مواجهة الكيان الصهيوني، وأن إيران تدرك الثمن الذي تدفعه بسبب دعمها للمقاومة”.
وأضاف: “نقاتل على أرضنا ونحرر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منا شيئا ولا يلزمنا بشيء، كما أنه لا أحد يقاتل نيابة عنا ونحن لا نقاتل نيابة عن أحد”.
ووجه كلمة للمقاومين في الميدان: “كما قال سيدنا القائد نصر الله -ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات- ونحن منتصرون .. فاصبروا وصابروا”.
وأكد نعيم قاسم أنه سيستمر في تنفيذ خطة الحرب التي أطلق عليها إسم “معركة أولي البأس”، وأن برنامج عمله هو استمرارية لبرنامج الشهيد نصر الله في كل المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية”.
وبخصوص الجبهة التي فتحها حزب الله لإسناد المقاومة الفلسطينية، قال الأمين العام للحزب أن “مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر الاحتلال الصهيوني على المنطقة بأسرها من بوابة القطاع ولحق أهل غزة أن على الجميع أن ينصروهم”.
وأضاف أن الشهيد يحيى السنوار الذي يعتبر أيقونة البطولة والمقاومة لفلسطين وأحرار العالم، استشهد في مواجهة هذا العدو حتى آخر رمق، صلب شجاع.
رابط دائم: https://hyat.cz/40bsr